تعليق صحفي

عربدة كيان يهود تفضح الأنظمة وتكشف عورات الحكام

أعلن جيش يهود أن طائراته قصفت الجمعة موقعا لقوات نظام الأسد، في منطقتي الصمدانية الشرقية ومدينة البعث بريف القنيطرة الأوسط، بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من سوريا وسقط في مرتفعات الجولان التي يحتلها كيان اليهود... وهي المرة الرابعة خلال أسبوع التي تسقط فيها صواريخ وقذائف في مرتفعات الجولان ويرد كيان يهود كل مرة مستهدفا مواقع للجيش السوري. وفي خطاب ألقاه الأربعاء، أكد رئيس وزراء كيان يهود نتانياهو أن "كل من يهاجمنا، سوف نهاجمه. هذه هي سياستنا وسنواصلها" (موقع عربي 21 في 2017/6/30)

 

من الواضح أن كيان يهود المجرم لا يأبه بالنظام السوري ولا بكل الأنظمة العربية من دول الطوق وغيرها، وهو يمارس عربدته وقصفه للمواقع السورية دون أن يحسب حسابا لرد حقيقي: كيف لا وهو قد أمن أي غضبة حقيقية للنظام السوري الذي يدّعي الممانعة، بينما يريق دماء أهل سوريا ويحشد معه إيران وحزبها في لبنان من أجل محاربة ثورة الشام. ليفضح بذلك شعارات الممانعة والمقاومة، ويكشف عن عمالة المشروع الإيراني في المنطقة.  

إن عربدة يهود المستمرة هذه تفضح أيضا النموذج الإسلامي المدّعى في تركيا، وهي تلهث خلف التطبيع مع كيان يهود، وتنشغل في الحرب الأمريكية على سوريا، وفي التعاون العسكري مع روسيا المجرمة وفي إراقة دماء أهل الشام، وتنشغل في فتح قاعدة عسكرية في قطر عن أي تحريك عسكري يردع جرائم يهود. وهذه العربدة تفضح أيضا حكام الخليج ومصر ممن أداروا ظهورهم ليهود المحتلين بينما انخرطوا في صراعهم الدونكيشوتي مع قطر.  

إن ما يجري من انخراط الحكام جميعهم في صراعات خدمة لأجندات المستعمرين بينما لا يحركون ساكنا ضد احتلال يهود، بل يتلاحقون في السعي للتطبيع معه، ليؤكد المؤكد من أن هذه الأنظمة جميعها - المجاهرة بعلمانيتها والمدعية الإسلام زورا، إضافة إلى ممانعها ومنبطحها - هي متآمرة على الأمة ومتخاذلة عن نصرتها في أي حراك حقيقي يخدم مصالحها ويسهم في تحرير بلادها، لذلك فالثورة ضد هذه الأنظمة حتمية، مهما تغطّت به من عباءات (إسلامية) زائفة أو رفعت من شعارات سياسية مضللة.  

وإن الواجب على الأمة - بأفرادها وعلمائها وأحزابها - أن تخوض كفاحها ونضالها ضد هذه الأنظمة جميعها لإسقاطها وخلع حكامها، لا أن تُغطي على خياناتها ولا أن تدافع عن أباطيلها، لكي تستعيد الجيوش إرادتها العسكرية وتنقاد بإخلاص نحو التحرر من احتلال يهود ومن الهيمنة الاستعمارية. وهذا الكفاح هو عبادة سياسية امتثالا لقول الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.