تعليق صحفي

إراقة الدماء عبر القوة الصلبة من أجل تحقيق المصالح عبر القوة الناعمة

ما تكشّف عن (حرب أكتوبر)

  نشر موقع رصيف 22 (في 29/9/2017)، تقريرا حول "حرب أكتوبر" عام 1973... تحت عنوان "هل كانت تمثيليّة من إخراج كيسنجر وبطولة مصر وإسرائيل؟"، وجاء فيه عن مؤرخين يهود أنها كانت "مؤامرة" أو "خطة ذكية"، "من أجل إقامة السلام بين مصر وإسرائيل".

هذا ما حذر منه حزب التحرير في حينه، وهذا هو ما نحذر منه باستمرار من أن الدماء وأحيانا الانتصارات هي تسخير للقوة الصلبة على حساب الشعوب، من أجل تمرير المؤامرات عبر مسارات القوة الناعمة في المؤتمرات والمفاوضات، من بعد الحروب. وهو مشهد جدير بالاستحضار لدى متابعة مشاهد الدماء والحصار من أجل تمرير المؤامرات على أهل فلسطين.

وقد قلنا من قبل (السادات يحارب لتحريك المسيرة السلمية!) أنها حرب تحريكية، وأن خطة أمريكا للحرب رسمت على أساس أن تكون محدودة، من أجل تثبيت أنظمة الحكم في مصر وسوريا المنفِّذة للأجندة الأمريكية (السادات والأسد)، في مقابل زعزعة متانة العلاقة وقوة الارتباط ما بين ساسة اليهود وبريطانيا، وذلك من أجل تعبيد الطريق نحو تنفيذ الحل السلمي المتوافَق عليه من خلال مشروع روجرز الأمريكي. وهذا ما فسر ما كشفه ديان في مذكراته عن ردود فعل أمريكا الباهتة في بداية الحرب وعدم استجابتها لدعم "إسرائيل".

اما الجيش المصري فقد دخل في حينه حربا لتحرير سيناء، واندفع جنوده بإخلاص وقوة مشحونين بمشاعر قوية لغسل عار هزيمة النكبة. ولكن هذا الكلام يكشف تآمر الأنظمة العربية على جيوشها في الحروب السابقة (الصُوَرية)، وأن الدولة اليهودية لم تكن قد خاضت حروبا حقيقية فيها، وأن أبطال جيوش المسلمين عندما يخوضون الحروب دون تآمر مسبق من الحكام على هزيمتهم فإنهم يلقنون اليهود دروسا لا ينسوها.

30/9/2017