تعليق صحفي

"صفقة القرن" وبالونات الاختبار في السياسة

 

 

  نشر موقع البوابة (4/10/2017) خبرا حول مقابلة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع صحيفة "الأهرام" المصرية الحكومية، تحدث فيه عن "صفقة القرن"، معتبرا أنها "لا تعني التنازل عن أية أراضٍ مصرية"، وأضاف شكري: "كثيراً ما تُطلق أمور على أساس أنها بالونات اختبار لقياس مدى إمكان أن تأخذ زخماً وقوة لطرحها على الساحة، ويكون الهدف منها التشاحن والجدال".

 

نعم، لا شك أن القوى العالمية والحكومات العربية، جميعا تشترك في إطلاق "بالونات الاختبار"، لقياس مستوى ردة الفعل عند الشعوب، أو لتجهيز الشعوب تدريجيا لقبول ما بعد بالون الاختبار من تنازلات عبر سياسة الترويض.

وقد تصاعد الحديث عن إقامة كيّان "غزاوي!" يمتد على جزء من أراضي سيناء، ولا يستغرب مبدأ المؤامرات والخيانات على النظام المصري الانقلابي، وخصوصا في عهد السيسي الذي خان رئيسه الذي نصبه، وأودعه في السجن.

نعم، ليس مستغربا على السيسي وعلى نظامه أن "يبدع" في الخيانة، وأن يستمر في التآمر على قضية فلسطين عبر مسار المصالحة وغيرها، التي هي مشروع سياسي لجرّ الجميع نحو منحدر التنازلات، والقضاء على نفَس التحرير الكامل لكل فلسطين من الاحتلال اليهودي المجرم، وذلك عبر صيغ سياسية ملتوية، تجعل من السراب ماء.

ولكن المستهجن أن ينزلق إخوتنا في حماس إلى مستنقع السيسي، وهم أنفسهم من الخلفية الإخوانية التي يحاربها نظام السيسي الخائن، بل ولم تمض أسابيع على موت المرشد السابق للإخوان المرحوم مهدي عاكف في سجون السيسي.

بل والأشد تناقضا أن يتم ذلك بينما لا يزال الرئيس المصري محمد مرسي يحاكم بتهمة التخابر مع حماس، التي "تتخابر" اليوم مع السيسي ونظامه.

إن ترامب قد أعلن أنه سيسير في صفقة القرن، وهي صفقة تسوية لقضية فلسطين، سواء تضمنت قضم أراض من مصر للكيان الغزاوي المقترح، أم كان ذلك مجرد بالون اختبار (كما يدعي شكري)، وإن السير بها إثم سياسي عظيم، وخيانة للأمة وتاريخها ومقدساتها. وإن أمريكا وشياطينها تَعِد الفصائل بكيان فلسطيني أو غزاوي وضفاوي هزيل: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).

أما الله سبحانه فقد وعد المخلصين بخلافة: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

وهذه الدنيا دار اختبار، فلينظر الإخوة في حماس أي الوعدين يصدّقون، وأي الخيارين يشترون!

5/10/2017