تعليق صحفي

حراك السلطة ومنظمة التحرير...سقفه الأعلى حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة الاستعمارية!

 

قال نبيل شعث حول ما تتحدث عنه الولايات المتحدة من امكانية عرضها لاتفاقية سلام اطلقت عليها صفقة القرن: "لو كانت الاتفاقية تنص على قيام دولة على حدود عام 67 والقدس عاصمة لفلسطين وتطبق القرارات الدولية سوف نقبل بها، لكن لا أتصور أن ترامب يعرض مثل هذا العرض ...نحن نفضل اطار دولي راعي للسلام". (وكالة معا)

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

  1. إن رفض السلطة ومنظمة التحرير لإعلان ترامب نابع من مرجعية الأمم المتحدة وقراراتها الاستعمارية، وهو تكريس لهيمنة الكافر المستعمر على قضية فلسطين، بالرغم من أن هذه المؤسسة الاستعمارية هي التي اضفت "الشرعية" على كيان يهود الذي قام على جماجم أهل فلسطين وسوغت احتلاله للأرض المباركة وسنّت لذلك القرارات الدولية. وهذا الالتجاء للأمم المتحدة كالمستجير من الرمضاء بالنار، فهو تمكين لها من رقاب المسلمين وقضاياهم. (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا).
  2. إن الاعتراف بشرعية احتلال يهود لفلسطين عام ٤٨ لا يقل جرما عن اعلان ترامب، فالأرض واحدة ومبدأ التنازل واحد، وما يجعل السلطة والمنظمة ترفض هذا الإعلان ليس الغيرة والحمية على الأرض والمقدسات فهي قد فرطت بها أول مرة، إنما هو اصطفاف سياسي منها في الجانب الأوروبي في سياق التنافس الاستعماري على المنطقة بين أوروبا وأمريكا، فهذا الرفض ليس شهامة أو حمية على الإسلام أو العروبة وإنما هو سير في مخطط دون آخر، وإلا فصفد كشعفاط وعسقلان كسلوان وتل الربيع كالقدس العتيقة.
  3. إن على أهل فلسطين أن يعوا على تحركات السلطة ومنظمة التحرير والحكام الذين يزعمون نصرتهم، وأن يدركوا أن سقف هؤلاء مرهون للمستعمرين، فلا يلدغوا من نفس الجحر مرات، ولتنطلق النداءات –خلافاً لرغبات الحكام وخروجا عن السقف المرسوم- من فلسطين لجيوش الأمة لتتحرك لتحرير مسرى رسول الله والقضاء على كيان يهود قضاء مبرماً، فدماء المسلمين ومقدساتهم وأرضهم المباركة ليست رخيصة حتى تكون قربانا على عتبات المستعمرين أو حطباً لمشاريعهم.

(يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا)