tanseeq14723

ذكرت قناة الجزيرة، وتحت عنوان "اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على وقف العمليات العسكرية في جنين" نقلا عن القناة 14 "الإسرائيلية" المحسوبة على اليمين، قولها أن حكومة بنيامين نتنياهو أصدرت تعليماتها للجيش "الإسرائيلي" وجهاز المخابرات "الشاباك" بتجميد العمليات العسكرية في منطقة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وقالت إن ذلك جاء بعد حوار جرى في الآونة الأخيرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، تم الاتفاق خلاله على تجميد "إسرائيل" عملياتها العسكرية في أقرب وقت، وأضافت تلك القناة أنه تم الاتفاق على أن تقتصر عمليات "إسرائيل" على من تسميهم "القنبلة الموقوتة"، وذلك من أجل منح أجهزة الأمن الفلسطينية فرصة لاستعادة سيطرتها التي فقدتها على منطقة جنين.

لا تزال الأخبار كما الأحداث تؤكد أن موقف السلطة في العلاقة بين كيان يهود وأهل فلسطين لا يتمثل فقط في عجزها الذي تتستر به، وإن كان مخزيا، وانعدام حضورها أو جدواها في الدفاع عن أهل فلسطين، بل ويتمثل كذلك في انخراطها في ما يحاك أو يمارس ضدهم مما يقوم به المجرم المحتل، بحيث أن ما تسكت عنه السلطة يفضحه كيان يهود، وبحيث أن قمم العقبة وشرم الشيخ، وما ترتب عليها من خطط أمنية ومن زيارات الجنرالات الأمريكان وما رشح منها من قرارات وخطط لتصفيات بؤر المجاهدين في جنين ونابلس وغيرها، كانت السلطة حاضرة فيها وطرفا من أطرافها، وإن مما يدعم هذه الحقائق ما بات يذكر صباحا ومساء على لسان زعماء يهود من أقوال عن دعم السلطة حتى لا تنهار، وعن أهمية السلطة لكيان ويهود ومصلحتهم فيها، وتقاريرهم التي تتكلم عن الضرورات والمتطلبات لتمكين السلطة وترميم نفوذها المهترئ، بحيث يبدو الأمر في حقيقته وكأن ما حصل في جنين في الفترة الماضية عمليات لغرض مزدوج.

  إن ما جاء في الخبر المذكور أعلاه يؤكد السياق السابق، حيث أن الاتفاق على الوقف أو "التجميد" مع إبقاء استهداف ما سمي بـ"القنابل الموقوتة" ليشير إلى أن العلاقة هي شراكة في إدارة التصفية والحرب على أهل فلسطين، أو أقله الإقرار والرضا والسكوت، والحاصل أن مشروع السلطة منذ اتفاق أوسلو قبل عشرات السنين لم يتطور إلا ليكون تكميليا لمشروع كيان الاحتلال البغيض، وفي الوقت الذي ينهك فيه أهل فلسطين ويقتلون، يستمر التمدد والانتفاخ السرطاني لكيان يهود، بالغطرسة والاستيطان، وكأنه ليس للسلطة دور أو وظيفة سوى إحكام القبضة على أهل فلسطين، وغل أيديهم، بحيث لا تخلي بين أهل فلسطين وعدوهم لمناجزته، ولكنها بالمقابل تخلي بين عدوهم وبينهم ليمارس إجرامه عليهم!

 إن أهل فلسطين، وقد بات ما يسمى بـ “المشروع الوطني" للسلطة خادما للمشروع المشؤوم المسمى بكيان يهود، لا خلاص لهم إلا بإرجاع قضيتهم لحضن أمتهم واستنصار جيوشها للتحرك للإطاحة بعروش الحكام الخائنين وإقامة الخلافة التي تنخرط فيها الأمة وقواها لاجتثاث كيان يهود وكل ما يرتبط به.

14-7-2023