أكد وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح على أن الوزارة والمؤسسة الأمنية لن تتهاون في تطبيق القانون والنظام، وذلك في سياق الالتزام بالحفاظ على الثوابت السياسية والوطنية الهادفة لتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال، وصوناً لمكتسبات المشروع الوطني ومؤسساته العتيدة. جرى ذلك أثناء جولة تفقدية، خلال الأسبوع الجاري، لمحافظات جنين، طوباس، نابلس، قلقيلية، طولكرم، وسلفيت، حيث التقى هب الريح بالمحافظين ومدراء الأجهزة الأمنية وأمناء سر الأقاليم فيها، وذلك من أجل تأكيد الدعم والمساندة لأفراد قوى الأمن للقيام بدورهم بالمحافظة على الأمن والأمان وتعزيز منظومة السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني، والاطلاع على واقع العمل الأمني في هذه المحافظات واحتياجاتها التطويرية. (وكالة معا)

تماما كما تواردت الأنباء وتكاثرت الأخبار عن الاتفاق الذي تم بين كيان يهود والسلطة الفلسطينية بعد العملية الأخيرة لجيش الاحتلال في مخيم جنين، فقد أكدت تلك الأخبار على أن هناك اتفاقا بين الطرفين على أن يخفف كيان يهود من عملياته العسكرية العنيفة في مناطق الضفة وعلى رأسها جنين ونابلس ليتيح الفرصة أمام السلطة لتقوم بدورها في إنهاء المقاومة وملاحقة المجاهدين للقضاء عليهم وتأمين كيان يهود ومستوطنيه.

أما الذرائع التي ستتخذها السلطة للقيام بهذا العمل المشين، فهي معروفة سلفا، وتدور حول ضبط الأمن وفرض القانون والحفاظ على السلم الأهلي واستكمال بناء الدويلة الهزيلة، لتبطش بكل من يحمل السلاح ويؤرق كيان يهود، وستتخذ - وقد بدأت بذلك - حججا وأكاذيب لتبرير ذلك، مثل إحراق مركز للشرطة في محافظة جنين إبان الأحداث الأخيرة، أو دفع بعض المجاهدين إلى إطلاق الرصاص صوب أفراد الأجهزة الأمنية لتتخذ ذلك ذريعة للبطش بهم، وقد تلجأ إلى دس بعض عناصرها ليقوموا هم بهذه الخطوة القذرة إن عجزت عن دفع المجاهدين لها، فتعيد بذلك سياستها السابقة حين جمعت كل السلاح من الناس بحجة فرض القانون ومنع الفلتان الأمني، حتى تركتهم عزلا يواجهون قطعان المستوطنين ودبابات الاحتلال بصدورهم العارية أو بالحجارة.

السلطة الفلسطينية منذ نشأتها هي ذراع أمني للاحتلال، وقد تطورت في السنوات الأخيرة حتى باتت الذراع الأقوى والأسرع والأكثر فتكا بأهل فلسطين ومجاهديها، من أجل ضمان أمن كيان يهود، وما أبقى يهود على السلطة بعد أن تراجعوا عن حل الدولتين إلا لهذا السبب، وهذا ما يفسر حرصهم على عدم إسقاط السلطة وبقاء أجهزتها الأمنية، وهم يصرحون بذلك ولا يخفونه.

حقا إن مصيبة أهل فلسطين عظيمة في السلطة الفلسطينية وحكام المسلمين، وما من سبيل لوضع حد لهذه المصيبة وخلع الاحتلال من جذوره إلا بتحرك الأمة وجيوشها لتكبر في ساحات المسجد الأقصى المبارك. فاللهم عجل بذلك.

20/7/2023