qema15823 

عقدت في القاهرة القمة الثلاثية حول قضية فلسطين برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحضور ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وصدر البيان الختامي الذي تضمن عددا من النقاط المتعلقة بالقضية وآخر التطورات الحاصلة والتصور المطروح من قبل النظام المصري والأردني والسلطة الفلسطينية للتعامل معها، وبالوقوف على البيان الختامي وما تضمنه يظهر أن هذه القمة لم تخرج في جزئية واحدة من جزئياتها عن التوجه الأمريكي السابق والحالي في حل القضية والتعامل مع ملفاتها، ويمكن تلخيص أبرز ما جاء في البيان بما يلي:
- أن الحل لا يكون إلا وفق مشروع الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة، وهو ما أكدت عليه الأنظمة العربية سابقاً في المبادرة العربية للسلام عام 2002 والتي تمثل وفق وصف البيان بـ"الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل وتلبية تطلعات جميع شعوب المنطقة إلى مستقبل مستقر يسوده التعايش والتنمية والتعاون بين جميع شعوبها ودولها"، والتأكيد على ضرورة وقف كيان يهود لإجراءاته الاستيطانية وعمليات التهجير القصري التي تقوض حل الدولتين.
- مطالبة كيان يهود بالإلتزام بما تم الإتفاق عليه في قمة العقبة وشرم الشيخ وتهدئة الأوضاع في الضفة ومنع تفجر الأحداث، ووقف اقتحاماته لمدن الضفة الغربية المحتلة فهي تقوض وفق البيان قدرة الحكومة والأمن الفلسطيني على القيام بواجباتهما وغيرها من الممارسات التي تؤجج التوتر والعنف وتهدد بإشتعال الأوضاع، وكذلك ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وضرورة تهدئة الأوضاع على الأرض تمهيداً لإعادة إحياء مفاوضات السلام.
- التأكيد على التمسك بالوصاية الهاشمية على الأوقاف في مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى، ومطالبة كيان يهود بمنع الإقتحامات والإجراءات التي تمثل وفق البيان انتهاكا للوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها.
- التأكيد على دعم السلطة ورئيسها في ظل الظروف السياسية الحالية، ومطالبة كيان يهود بالإفراج عن الأموال المحتجزة لديه، ومطالبة رئيس السلطة بالعمل على إنهاء الانقسام وضرورة البناء على اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي استضافته مصر مؤخراً بمدينة العلمين.

وبالنظر إلى مخرجات القمة يظهر أنها نسخة مطابقة لكل القمم السابقة المقيدة بالمشروع الأمريكي لتصفية القضية، وهو مشروع الدولتين وما يلحق به من تفصيلات متعلقة باللاجئين والقدس والمسجد الأقصى... وذلك رغم أن كيان يهود تجاوز المشروع في عنوانه وتفصيلاته "بسنين ضوئية" ولكن طالما أن أمريكا لم تعلن مشروعا جديدا تبقى الأنظمة التابعة لها تكرر ذات الإسطوانة، والأنظمة تدرك ذلك وباتت تعتبر هذه المطالبات ضرورة إنشائية لكل قمة وبيان وهدفها الأهم في هذه القمة هو خدمة التوجه الأمريكي في إدارة الملف ودعم السلطة ورئيسها ومنع تفجر الأحداث والتعامل الحذر مع حكومة نتنياهو القومية التوراتية التي تدفع لمزيد من التصعيد في الضفة والقدس والدفع لتنفيذ مخرجات قمة العقبة وشرم الشيخ بشكل ينهي وجود المسلحين، وما يتبع ذلك من إقتحامات وعمليات تصفية وإغتيال تضعف السلطة وتنذر بتفجر الأحداث.
إن هذه القمة في جزئياتها وتفصيلاتها هي حلقة من سلسلة مؤامرات لا تتوقف على قضية فلسطين من قبل أنظمة الخيانة والعمالة ومعهم السلطة الفلسطينية أملاً منهم في تصفية القضية حرصاً على كيان يهود وعلى عروشهم، والواجب على الأمة وهي ترى هذا التآمر في اللحظة التي يسارع فيها كيان يهود الخطى لإكمال مخططه التوراتي الحاقد، الواجب عليها أن تتحرك وتحرك أهل القوة لإسقاط تلك الأنظمة والتحرك الفوري لإنقاذ الأرض المباركة ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم وأهل فلسطين إخوانهم في الدين والعقيدة والإلتحام معهم في معركة تقتلع كيان يهود من جذوره مرة وإلى الأبد.
15-8-2023