libya29823

شهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن والمناطق، غربي البلاد، احتجاجات واسعة تنديداً بلقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بنظيرها في كيان يهود إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما، الأسبوع الماضي، والذي كشفت عنه وزارة خارجية كيان يهود أمس الأحد.

وفي الوقت الذي أقفل فيه محتجون طرقات رئيسية وسط العاصمة وأحيائها، احتشد آخرون أمام مقري الحكومة بطريق السكة ووزارة الخارجية بطريق الشط في العاصمة طرابلس، منددين بلقاء المنقوش بالوزير، رافضين للتطبيع مع الاحتلال.

وخارج طرابلس، تجمع عشرات المحتجين في الميادين العامة في مدن مصراته والخمس وزليتن والقربولي ومسلاته، شرقي العاصمة، وفي مدن غدامس والزاوية والعجيلات وصرمان صبراته وزواره والزنتان، في غربها، للتعبير عن رفضهم للقاء المنقوش بوزير كيان يهود.

إن أهل ليبيا الكرام جزء أصيل من أمة عظيمة تعتز بدينها وتتحد في عقيدتها وآمالها في التحرر والانعتاق من الاستعمار وتحرير أرضها ومقدساتها وعلى رأسها الأرض المباركة ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

إن حدود سايكس بيكو المصطنعة التي قسمت الأمة سياسيا لم تستطع أن تقسمها فكريا ومشاعريا فهي أمة واحدة من دون الأمم تسعى لأن تكون في دولة واحدة دولة الخلافة على منهاج النبوة.

إن تحرك أهل ليبيا الكرام رفضا للتطبيع ليس غريبا على أمة الإسلام التي ينتمي لها أهل ليبيا، فرفضهم للتطبيع والخيانة هو التعبير الصادق عن توجه الأمة تجاه فلسطين وقضية الأرض المباركة التي لا حل لها إلا بتحريك جيوش الأمة لتحريرها كما حررها صلاح الدين من قبل.

وإن هذا التحرك المبارك لأهلنا في ليبيا يعكس واقع انسلاخ الأنظمة والحكام الخونة عن الأمة وأنها في واد وحكامها في واد آخر!

إن الأنظمة الحاكمة بل العصابات المتنفذة في بلادنا يقدمون خدمة أمريكا والمستعمرين على مصالح وتطلعات وتوجهات أمتهم التي ترفض وجود كيان يهود وتسعى لاجتثاثه، ولا فرق بينهم فالحكام بين مشهر للتطبيع ومستخف بالليل وكلهم بلا استثناء يعتبرون الحفاظ على وجود كيان يهود وضمان أمنه خطا أحمر لا يمكن تجاوزه حفاظا على عروشهم المرتبطة بأمريكا والغرب.

وعلى الأمة الإسلامية في ليبيا وفي كل مكان أن لا تكتفي برفض هذه الخيانة وهذا التطبيع فقط بل وأن تسعى لخلع هذه الأنظمة العميلة للغرب من جذورها واستعادة دولة الأمة الجامعة الخلافة على منهاج النبوة لتستعيد الأمة إرادتها السياسية فتعود الدولة الأولى في العالم تحرر أرضها ومقدساتها وتحمل الإسلام رسالة نور وعدل ورحمة للعالمين وهذا ما يليق بأهل ليبيا الشجعان وبقية المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.

٢٩-٨-٢٠٢٣