في غمرة الحراك السياسي الذي ولدته ثورة الناس في مصر على الحكم الجبري يلاحظ أن كثيرا من السياسيين ورجالات الأحزاب والإعلاميين هناك، يرددون مؤخرا مقولات من مثل "لا للشعارات الدينية" و"لا لاستخدام الدين في السياسة" و"ولا للدين في العملية الانتخابية" و"لا لاستخدام المساجد منابر للدعاية" و"لا للأحزاب الدينية" وغيرها من المقولات, في معرض حديثهم عن الانتخابات, وسن القوانين, وشكل الدولة المطلوب إقامتها هناك, والدولة التي يسمونها (الدينية) أو (المدنية)... وهذه المقولات وغيرها يظهر فيها جليا مدى تغلغل العلمنة (فصل الدين عن الحياة والمجتمع) في عقليات تلك النخب, التي صنعها النظام البائد, من خلال حربه الشرسة على الإسلام, والتخويف منه وتشويهه, حتى جعل منها أبواقا لا ترى في الدين أية مصلحة. والأخطر من ذلك أن بعض الناس البسطاء في الشارع المصري باتوا يتأثرون بتلك النخب, ويرددون ما يردد هؤلاء.