نظم حزب التحرير – فلسطين ظهر اليوم السبت احتشادا جماهيريا وسط مدينة جنين، تحت عنوان: "نصرة الأقصى بتحريره، ومؤامرات الكافرين والمفرطين إلى زوال"، وذلك للتعبير عن استنكاره لتقاعس الحكام والسلطة عن بذل أي مجهود حربي لتحرير الأقصى وتحرير سائر فلسطين في ظل ما يتعرض له الأقصى وما حوله من عمليات تهويد وتقويض لأركانه من خلال الحفريات المستمرة تحته وحوله، هذا وأفاد الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين أن أجهزة السلطة الأمنية حاولت اعتقاله، ولاحقت بعض عناصر الحزب بعد انتهاء الاحتشاد.  

 

وقد خاطب الدكتور ماهر الجعبري، الحشد قائلا: "لقد احتشدتم اليوم لترفعوا أصواتكم عالية من أجل المسجد الأقصى لنقولها بكل وضوح أنّ نصرة المسجد الأقصى لا تكون إلا بتحريك الجيوش في عمل عسكري لتحريره، أما تحركات المفاوضين والمطبعين فهي لا تصب إلا في خانة مؤامرات الكافرين والمفرطين بالبلاد والعباد، وإن القدس ترقب الفاتحين المجاهدين وترفض المطبعين المتخاذلين ".

 

واستنكر الجعبري أن يقوم الاحتلال اليهودي بنقض أساسات المسجد الأقصى من خلال الحفريات تحته لإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه، ومواصلة الاعتداء على المصلين ومنعهم من الصلاة فيه، والاستمرار في محاولة تهويده ومحو الصبغة الإسلامية عن بيت المقدس، فيعتدي على البشر والحجر، بل وحتى على قبور الصالحين من سلف هذه الأمة، كما فعلوا في مقبرة مأمن الله، استنكر أن يتم كل ذلك وسط خذلان الحكام الذين ربضوا على صدر الأمة لا فرق فيهم بين من تسلّط على الأمة من قبل الثورة ولا من تسلق عليها من بعدها، وفي ظل رضوخ ساسة السلطة الفلسطينية ممن نصبوا أنفسهم حماة لأمن الاحتلال ومنفذين للبرامج السياسية التي ترمي لإضفاء الشرعية على وجوده.

 

وشن الجعبري هجوما على دعوة وزير الأوقاف المسلمين لزيارة الأقصى تحت حراب الاحتلال واعتبرها دعوة تطبيعية تهدف إلى إزالة الحاجز النفسي والشعوري بين المسلمين في الأرجاء الأرض وبين رؤية الجندي اليهودي يسرح ويمرح في القدس وفوق أسوار المسجد الأقصى.

 

وهاجم الحكام والسلطة ووصفهم بالمتآمرين على فلسطين والأقصى لأنهم حولوا القضية من تحريك الجيوش للتحرير إلى تحريك الصناديق والجيوب لترقيع ما يدمره الاحتلال اليهودي، ولأنهم يلوحون بالدولار ولا يتذكرون الجيوش التي حصروا مهمتها في حماية عروشهم.

 

وحول الشرعية والتمثيل وطريق المفاوضات قال الجعبري: "لقد ابتليت فلسطين بحفنة من المرتزقة ممن امتهنوا المفاوضات المذلة مع اليهود... وممن مردوا على الرضوخ للاحتلال اليهودي المجرم... وممن اختطفوا قضية فلسطين من أحضان الأمة ليضعوها في حضن الكافر المستعمر... وممن تغولوا على أهل فلسطين وتصدوا لكل من يرفض الاحتلال أو يفكر بمقاومته... حتى أسسوا لأسوء حالة من التحول عن شعار الكفاح المسلح ضد الاحتلال إلى الكفاح الأمني ضد أهل فلسطين من أجل حماية أمن الاحتلال بعدما كبلّوا أنفسهم بالاتفاقيات الأمنية في أوسلو وشرم الشيخ وواي ريفر".

 

وعن مشروع الحزب لتحرير فلسطين، قال الجعبري: "نحن حزب عالمي نهضنا لاستعادة بريق الإسلام وحضارة الإسلام ولاستنهاض قوة المسلمين في خلافة تتصدى للأعداء وتحرر البلاد وتوحدها تحت راية خليفة واحد... وجيش الخلافة هو الذي سيجتث هذا الكيان المارق ثم يعيد لحمة فلسطين مع أمّها الشام التي تتأهب اليوم في ثورة حتى الخلافة بإذن الله."

ومن الجدير بالذكر أنّ الحزب كان قد أشار في بلاغه الصحفي الذي وزعه على وسائل الإعلام يوم الخميس الماضي إلى أنّ هذا النشاط يأتي ضمن مجموعة نشاطات ينظمها الحزب في الأماكن العامة وليس في قاعات وذلك لتأكيد رفضه الوصاية والهيمنة السياسية التي تحاول السلطة فرضها على الحزب في محافظتي جنين وطولكرم من خلال ملاحقة أصحاب القاعات والصالات لمنع نشاطات الحزب في القاعات المغلقة، واشتراط أخذ إذن من المحافظ لمثل هذه النشاطات التي لا يُلزم قانون السلطة لعقدها أي إشعار أو إعلام.

 

13/4/2013