هاجم إبراهيم الشريف – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين فكرة (قبول الآخَر) في محاضرة ألقاها في مسجد سيد قطب بعد عصر الأربعاء 16-09-2009م، واعتبرها فكرة سامّة مضللة رغم لفظها الجميل.
وانتقد الشريف المنهاج الفلسطيني ومادة حقوق الإنسان الذي يدرس التلاميذ احترام العقائد التي تخالف العقيدة الإسلامية، واعتبر أن الهدف من طرح هذه الفكرة هو محاربة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة فكرة نشر الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد ومساواة الإسلام بغيره من المبادئ الباطلة.
واقتبس أمثلة من المنهاج الفلسطيني ليبين المقصود بقبول الآخر : (يعرّف كتاب التربية الوطنية للصف السادس التسامح وقبول الآخر بــ : (تقبّل الفرد لآراء الآخرين واحترام عقائدهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم وإن كانت لا تنسجم مع أفكاره) ، فالكلام هنا عن تقبّل عقائد لا تنسجم مع عقيدتنا الإسلامية، وأفكار وعادات وتقاليد لا تنسجم مع أحكام إسلامنا، وليس الكلام عن تقبّل آراء المسلمين الفقهية المعتبرة التي تخالف رأينا..)
 
ونعى على الذين يحاولون تبرير هذه الفكرة بآيات من القرآن يلوون أعناقها حسب وصفه ثم رد عليهم :
 (يستدل أحدهم بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) على فكرة قبول الآخر فيقول: وتعارفوا في الآية تعني أن يحصل للأفكار ، ويحدث تبادل للثقافات !!
 يا سبحان الله، آلله يريد أن نأخذ من أفكارهم وثقافتهم الجاهلية؟! أم أنه طلب منا أن نحمل لهم الإسلام رسالة هدى وخير؟! لنبدد ظلمات الكفر وننير الأرض بنور الإسلام؟!.
ثم إن كلمة (لتعارفوا ) في الآية لم يقل أحد من المفسرين أن معناها لتتبادلوا الأفكار والثقافات، فقال ابن كثير على سبيل المثال أن معنى لتعارفوا أي ليحصل التعارف بينهم، كل يرجع إلى قبيلته، وقال مجاهد كما يقال: فلان بن فلان من كذا وكذا، أي قبيلة كذا وكذا ... أي أن معنى الآية أن الله جعلنا شعوبًا وقبائل لا لنتفاخر على بعضنا بالنسب وإنما لنتعرف على بعضنا من خلال النسب)
 
واعتبر أن عدم قبول الكافر على كفره لا يعني قتله فقال :  (وقد يخطر للبعض أن معنى عدم قبول الآخر هو قتله وهذا غير صحيح على الإطلاق، فإن الله تعالى لم يأمرنا بقتل كل كافر، بل أمرنا أن ندعوهم إلى الإسلام، فالكفار أقسام منهم المحارب حكمًا والمحارب فعلاً ومنهم الذمي، فلا يجوز قتل الذمي مثلا)
وفي نهاية المحاضرة أجاب عضو المكتب الإعلامي عن أسئلة واستفسارات الحاضرين حول كيفية التصدي لمثل هذه الأفكار وحول الحلول الجذرية والحلول الآنية، حمّل فيها الأمانة للمدرسين ولأولياء الأمور والدعاة المخلصين في كل مكان، وقال أن الحل الجذري يكون بالتخلص من الأنظمة التي تضع هذه المناهج وأنه يجب على المسلمين أن يتخذوا الإسلام فقط مرجعية لهم في التفكير وينبذوا القوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان وغيرها ..
18-9-2009م

للإستماع