نشرت صحيفة "ديموتكس" خبرا تحت عنوان نساء من حزب التحرير يتظاهرن احتجاجا على حظر النقاب في فرنسا، حيث جاء في الخبر أنّ حوالي 80 امرأة مسلمة من حزب التحرير في بريطانيا بالإضافة إلى عدد غفير من الأولاد جاؤوا برسالة للسفير الفرنسي، وتظاهروا خارج السفارة احتجاجا على قرار البرلمان الفرنسي حظر ارتداء النقاب.
وذكرت الصحيفة أنّ مصادقة مجلس الشيوخ الفرنسي على القرار في 14/9 لم يكن خاصا بالنساء المسلمات، لكنه حظر تغطية الوجه بشكل كامل في الأماكن العامة، بما فيها جميع المكاتب الحكومية والمستشفيات ووسائل النقل العامة وفي الشارع. وأفادت الصحيفة أنّه سيتم فحص وتجريب القانون لفترة ستة شهور قبل تطبيقه وتنفيذه، وأضافت، مع أنّ القانون يحظر تغطية كامل الوجه، إلا أنّه كان واضحا أنّه كان يستهدف النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب بشكل رئيسي.
وعلقت الصحيفة قائلة: إنّ النقاب ليس شائعا في فرنسا، لذلك فإنّ تأثيره سيكون محدودا على بعض النساء المسلمات، والنساء اللواتي يرتدين الحجاب لن يتأثرن بالحظر. وقالت أنّ ظاهرة ارتداء النقاب خارج مدينة باريس قليلة، وأنّ النساء المنقبات هن زائرات أتين من خارج فرنسا، وأشارت الصحيفة إلى بعض الجهات التي قدرت عدد المنقبات بحوالي 2000 منقبة من بين مليونين أو ثلاثة ملايين مسلمة في فرنسا.
وأكدت الصحيفة أّن المشاركات في المظاهرة أوضحن بأنّهن لم يشعرن بالظلم ولا يشعرن بأنّهن معزولات عن المجتمع بارتدائهن النقاب – مع أنّ معظمهن كنّ يرتدين الجلباب وليس النقاب- وأنهن لو ارتدين النقاب فإنهن لن يكنّ قد أجبرن من قبل أزواجهن. وأضافت أنّ القانون الفرنسي وضع غرامة 150 يورو لمن ترتدي النقاب، وأضعاف ذلك بمئات المرات لمن يجبر شخصا آخر على ارتدائه.
ومن بعض الشعارات التي هتفن بها والتي وصفتها الصحيفة بغير الملائمة:
بينما يدعي ساركوزي أنّه يعمل على تحرير النساء المسلمات، إلا انه يعمل على استعبادهن.
نحن النساء المسلمات اللواتي سنكشف عوار وفساد القيم التي تحاولون إدعائها.
 نرفض القيم الغربية، نقبل بالإسلام.
أنتم تحظرون النقاب، ونحن ندعو إلى تطبيق الإسلام.
وأشارت الصحيفة إلى الشعارات المرفوعة على أنها كانت موجهة بشكل رئيس ضد القيم الليبرالية، كالقول بأنّ القيم الليبرالية تعني دمج الأقليات قسرياً في المجتمعات الغربية. وأضافت الصحيفة بأنّ المتكلمات في الحدث وجهن كلاما لاذعا للحكومة الفرنسية بسبب اتخاذها إجراءات حدّت من حرية النساء بالتدخل في لباسهن، بينما تجاهلت في نفس الوقت قضايا ومسائل تحط من قيمة المرأة وتظلمها، من مثل العنف ضد المرأة والإباحية وبيوت الدعارة وغيرها الكثير من الأمور المسموح بها تحت مبرر حرية التعبير والمسيّرة من قبل المصلحة في المجتمعات الغربية.
وفي النهاية ربطت الصحيفة مسألة حظر النقاب بفشل المجتمعات الغربية في التعامل مع هذه المشاكل الاجتماعية. وأضافت، إنّ لفرنسا تاريخاً طويلاً في الدفاع عن الحريات والحفاظ على الحريات الدينية، في الوقت الذي تعارض فيه وصول رجال الدين إلى السلطة، من أجل الحد من حرية الآخرين. وأضافت قائلة: أنّ الحفاظ على المجتمع العلماني لا يتعارض مع الحق العام لأي شخص لممارسة دينه. المجتمع العلماني والليبرالي لا يعني بالضرورة إطلاق العنان لاستغلال النساء أو آخرين من أجل المصلحة. يمكننا أن نعترض على هذه الأمور – النقاب- من غير وجود داعي لفرض مثل هذه القيود والتي يمكن لجماعات مثل حزب التحرير استغلالها والدفاع عنها.
انتهت الترجمة.
من الواضح أنّ دعاة الحرية لا يجدون ما يدافعون به عن قرار فرنسا بحظر النقاب، خاصة وأن فرنسا لطالما تغنت بأنها بلد الحريات!!
فالغرب بات في خندقه الأخير في صراعه ضد الإسلام والحضارة الإسلامية، وبدأ صرح حضارتهم يتهاوى فوق رؤوسهم وبأيديهم.
ومهما كابر الغرب أو حاول إخفاء تهاويه، ستبقى الحقيقة أنّه يلفظ أنفساه الأخيرة.
27-9-2010