نائب رئيس الهيئة الإدارية لـ"حزب التحرير" في لبنان عثمان بخاش يتحدث عن نظرة الحزب للجهاد والمقاومة
تحت عنوان
 "بخاش: حين يبقى قرار المقاومة رهنا بأجندة النظامين السوري والإيراني فإن هذا يشكل مقتلا لمشروع المقاومة"
نشر موقع لبنان الآن الخبر التالي:
تعقيبًا على خبر عقد لقاء بين قيادات إسلامية حول إفطار رمضاني، أصدر نائب رئيس الهيئة الإدارية لـ"حزب التحرير" في لبنان عثمان بخاش بيانًا توضيحيًا قال فيه إن هذا "اللقاء الرمضاني لم يكن معدا للنشر وإنما كان دردشة تناولت، ولا بد، أهم قضايا الساعة على الساحة الإسلامية، غير أنّ تغطية الخبر جاءت ناقصة ومبتورة مما من شأنه أن يشوه موقف حزب التحرير".
وتابع البيان: "مع كون المجتمعين حول مائدة الإفطار الرمضاني قد اجمعوا على لزوم التصدي للمشروع الأمريكي القادم والمتوقع طرحه في خطاب الرئيس الأمريكي اوباما إلا انه كانت هناك تباينات جدية في طريقة التصدي لهذا المشروع، ودون الخوض في تفاصيل كثيرة قيلت يهمني أن أضيء على موقف حزب التحرير مما يسمى بالمقاومة وتصعيد العمل المقاوم لإفشال المخطط الأمريكي. لقد سبق لحزب التحرير أن ذكّر الأمة الإسلامية مرارا بوجوب الجهاد لإخراج المحتل أيا كان: سواء الاحتلال اليهودي في ارض الإسراء والمعراج أو الأمريكي في العراق وأفغانستان، وأيضا الاحتلال السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تمارسه الدول الاستعمارية في شتى عواصم وأصقاع العالم الإسلامي (وهذا وجه سابق ولاحق على الاحتلال العسكري ويفوقه أهمية فلولاه لما تمكنت أمريكا من احتلالها للعراق وأفغانستان ولا تمكن يهود من احتلال فلسطين لولا ركائز الدعم التي قدمتها الأنظمة الخيانية للدول المجاورة لهذه البلاد)".
وأضاف البيان مشددًا على أنّ "حزب التحرير ينظر إلى معركة الأمة أنها معركة واحدة تجاه العدو المحتل، ويرفض بالتالي تجزئة قضايا الأمة فلا يفرق بين الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان والاحتلال اليهودي في فلسطين، ومن حيث النظرة الشرعية البحتة فإن الإسلام يوجب شرعا مقاتلة الاحتلال اليهودي كما الاحتلال الأمريكي على السواء، ومن هنا فلا يسع حزب التحرير إلا أن يبارك كل عمل جهادي ضد الاحتلال. أما من  حيث النظرة السياسية فإن حزب التحرير يرى أن كلا من حركات المقاومة (سواء حزب الله أو حماس أو غيرها) لا تستطيع، بما أوتيت من قدرات عسكرية محدودة وارتباطات سياسية تكبل حرية قرارها من تحقيق الفرض الشرعي والقاضي ليس بصد عدوان هنا وهناك وإنما بخلع جذور الاحتلال ومحي أثاره كافة، وقد فصل الحزب نظرته هذه في المؤتمر الذي عقده في فندق الكومودور في بيروت في 19 من تموز 2009، وبالتالي فإن حزب التحرير يرى أن الطريق الجاد والعملي لخلع إسرائيل والاحتلال الأمريكي من العراق إنما يكون بإطلاق طاقات الجيوش المسلمة التي هي قادرة على خلع الإحتلالين وهذا هو عملها وواجبها الشرعي.. طبعا هذه النظرة لا تغض من شأن الأعمال البطولية التي سطرها المجاهدون في أرض الميدان سواء في لبنان أو في العراق أو في غزة وأفغانستان. ولكن الفرض الشرعي ليس مجرد تسطير صفحات بطولية في الجهاد والصمود والفداء والتضحية، إنما هو خلع العدوان من جذوره وما لم يتم هذا يبقى النصر جزئيا مبتورا وإن كنا نأمل أن يكون حافزا مشجعا لبقية الأمة وأولها الجيوش للانطلاق لكسر القيود التي تكبلها وللقيام بالواجب الشرعي".
واستطرد البيان: "ما عدا ذلك فإن أعمال المقاومة لا تعدو أن تكون رافدا يساهم في تذكير الأمة بواجب الجهاد، أما حين يبقى قرار المقاومة رهنا بأجندة النظامين السوري والإيراني فإن هذا يشكل مقتلا لمشروع المقاومة المعلن، ولا يخفف من هذه الحقيقة رفع شعار "زحفا زحفا حتى القدس" أو إحياء ما يسمى بيوم القدس. فإننا نرى إحياء ذلك اليوم بأن تنطلق الصواريخ من مرابضها لتدك تل أبيب وأخواتها وليس أن تكون شاهد زور على جرائم يهود في غزة وجنين وجرائم أمريكا في العراق وأفغانستان. ولعل ما حصل في "غزوة بيروت" في السابع من أيار المشين لخير دليل على ما  نقول حين كشفت عن سقوط مشروع المقاومة في أزقة السياسة السورية الإيرانية في شوارع بيروت، وليس التصفيات الدموية التي شهدتها مساجد غزة على أيد سلطة حماس عن هذا ببعيد في الوقت نفسه الذي تصرح قيادة حماس باستعدادها لقبول دويلة فلسطينية ضمن ما يسمى بحدود 1967. وأيضا يدل على صحة موقفنا ما نراه من تواطؤ مخز للنظام الإيراني مع الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، وصل إلى حد هبوط الرئيس الإيراني في قلب المنطقة الخضراء لمباركة الاحتلال الأمريكي لعاصمة الرشيد. وأما عن صمت جبهة الجولان صمت الأموات ففي غنى عن التذكير به لمن يزعم أن سوريا هي من دول الصمود والتصدي وان النظام السوري يهمه دعم المقاومة في فلسطين ولبنان، مع استغرابنا ما الذي يمنعه من دعم المقاومة في جولانه.. أوليس الأقربون أولى بالمعروف؟".
19-9-2009