Zeenski322

خاطب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مساء اليوم الأحد، أعضاء "الكنيست" عبر تطبيق "زووم"، ضمن مساعيه لحشد الدعم "الإسرائيلي" والدولي لأوكرانيا، واستعراض رواية كييف وموقفها من الحرب التي تشنها روسيا على بلاده منذ 24 شباط/ فبراير الماضي.
وانتقد زيلينسكي "إسرائيل" بشدة في ظل حجم المساعدات الضئيلة التي قدمتها لأوكرانيا منذ بداية الحرب، وقال "نلجأ إليكم ونطلب المساعدة أو الوساطة دون أن تختاروا (دعم أي) طرف؟ أريد أن أشير إلى أن اللامبالاة قاتلة في بعض الأحيان"، وفي إشارة إلى جهود رئيس الحكومة "الإسرائيلية" -نفتالي بينيت- الدبلوماسية التي اعتبرها خطوة في الاتجاه الخاطئ، قال زيلينسكي: "يمكننا التوسط بين الدول ولكن ليس بين الخير والشر".
واعتبر زيلينسكي أن "الحرب الروسية تمثل مأساة لأوكرانيا ولليهود والعالم أجمع"، وأضاف أن شعبه "يتشرد الآن في أنحاء العالم بسبب الغزو الروسي"، معتبراً أن "التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجه إسرائيل".
تأتي هذه التصريحات لتظهر عقلية الأنظمة الرأسمالية وسياسييها وخلوهم من أي قيم ونزاهة، ففي اللحظة التي يتباكون ويصرخون من "مظلمة" وقعت عليهم ويحشدون الرأي العام العالمي والدولي للوقوف معهم ويلبسون ثوب الضحية، تراهم يشرعنون جرائم أكبر وأعظم بحق بلاد غير بلادهم وشعوب لا تنتمي لدينهم ومبدئهم، فيصف الهجوم الروسي على بلاده بالجريمة والاعتداء الذي يجب أن يقاوم ويمنع ويزال، وفي المقابل يجعل من كيان يهود الذي قتل وهجر أهل فلسطين واحتل الأرض ودنس المقدسات وما زال يفعل ذلك، يصفه بالضحية التي يتخوف عليها من مصير أوكرانيا!
إن هذا الممثل الذي جعل من بلاده طُعماً للمخطط الأمريكي، وجعل من شعبه لقمة سائغة للوحش الروسي وتسبب حمقه في جعل البلاد ومقدراتها حطباً لمخططات لا ناقة له فيها ولا جمل، فأرداه سوء تقديره وحمقه حتى ظن أن أمريكا والغرب سوف يحمونه من عربدة بوتين وعنجهية روسيا ويتدخلون بشكل مباشر، وإذ بهم يريدون القتال حتى آخر جندي أوكراني من جنوده، كان حرياً به أن يتعلم الدرس ويتألم من الصفعة ويفهم العقلية التي تحكم بها الدول الكبرى العالم وفق مصالحها ومخططاتها الآنية الأنانية على حساب الشعوب ودمائهم فيكفر بهم وبمجتمعهم الدولي ومؤسساته ومجالسه ويصارح شعبه ويستند لهم في الوقوف في وجه روسيا وعدوانها لا أن يتوجه إلى كيان غاصب من جنس روسيا وأمريكا فيتباكى على أعتابه ويظهر خوفه عليه!
نعم لا يُستبعد أن يتخلى الغرب وأمريكا عن كيان يهود إذا نهضت الأمة الإسلامية وشعروا أن معركتهم معها خاسرة وهذا ما قصده زيلنسكي ذو الأصل اليهودي، فالغرب يساند إن كان ذلك من مصلحته ويتخلى إن كان ذلك يعرض مصالحه للخطر فلا صاحب ولا صديق وإنما مصالح ومخططات وعداء لأمة الإسلام، ولكن الصورة التي حاول زيلنسكي عكسها في خطابه الخبيث عبر منصة كيان يهود حينما أبدى تخوفه على كيان يهود وخشيته من القضاء عليه، فهي أن القضاء على كيان يهود واقتلاعه ليس اعتداء على ضحية وشعب مظلوم بل هو تحرير من أمة إسلامية لأرض إسلامية ونصرة من مسلمين لإخوانهم وتخليص لجسد الأمة من خنجر مسموم زرعه الغرب في خاصرتهم ليستمر نزفهم وضعفهم وهو تطهير لأرض مباركة من الفساد والتدنيس والاحتلال!
ليعلم زيلنسكي أن الأمة الإسلامية لن تكتفي بتحرير فلسطين واسترجاعها بل سوف تعمل على استرجاع كل بلادها الإسلامية، ومنها بلاد القفقاس والقرم بعد قرون من الظلم والقتل والتهجير بحق أهلها وسكانها، وأنها لن تتوقف عند تلك البلاد بل سوف تعمل على حمل رسالة الإسلام رسالة الرحمة والعدل والطمأنينة لقلب أوروبا وللعالم أجمع بالدعوة والجهاد لإنقاذ تلك الشعوب وبلادها وليس لتدميرها واستعمارها واستعبادها، ولا يغرنَ الغرب وزيلنسكي حال المسلمين الضعيف اليوم "فإن يك صدر هذا اليوم ولّى فإنَّ غــداً لناظرهِ قريـبٌ" والعالم على موعد قريب مع أمة الإسلام ودولتها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
21-3-2022