taaleeq22923

بنفس العبارات والمضامين، يجتر عباس في كل عام خطابه في الأمم المتحدة، فخطابه منذ سنين هو طلب للحماية الدولية، ودعوة لتطبيق القرارات الدولية، وطلب للدعم المالي، وتمسك بالمقاومة السلمية، وتشبث بالسلام والمبادرة العربية، ودعوة للحفاظ على حل الدولتين، ومؤخرا دعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام!

ورغم أن عباس في خطابه قد ذكر أن الأمم المتحدة لم تطبق ولا قرار واحد من قراراتها الألف بخصوص القضية الفلسطينية إلا أنه مصر على التعلق بحبالها ودوام طرق بابها لعل القوى الكبرى المتحكمة في هذه المؤسسات الدولية تنظر له بعين الشفقة والرحمة فتعطف عليه!

إن ما فعلته منظمة التحرير في قضية فلسطين قد أودى بها إلى واد سحيق، فبعد أن كانت قضية فلسطين قضية للمسلمين جميعا، ومحركا لمشاعر وعقيدة ملياري مسلم، وتخشى الدول الكبرى المساس بها خشية تحرك المسلمين دفاعا عن دينهم ومسرى نبيهم، قد جعلها هؤلاء المفرطون قضية سلطة فاشلة واعتراف بدويلة هزيلة وقضية لاجئين وحدود وتنازع في قسمة القدس أو ما تبقى منها، وقضية دعم مالي ومساعدات ومنح!

إن عرض قضية فلسطين على الأمم المتحدة الاستعمارية هو بحد ذاته خيانة وتفريط، فالأمم المتحدة هي من أقرت قيام كيان يهود على جماجم ودماء أهل فلسطين، وهي التي تضفي الشرعية على جرائمه، فهل يطلب من الشوك العنب؟! علاوة على كون اللجوء للأمم المتحدة هو لجوء للطاغوت وتحكيم له في قضية من خصوصيات المسلمين، مسرى نبيهم وأرضهم المباركة. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا).

وعلاوة على ذلك كله، فإن تفاصيل خطاب عباس تقطر خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وتفيض تسولا وسخفا وسذاجة سياسية، فحل الدولتين والاعتراف بشرعية المحتل على جل فلسطين هو خيانة، والمطالبة بالحماية الدولية هو استعانة بالكافرين واستجلاب احتلال دولي جديد، وتكرار الطلب بتطبيق القرارات الدولية الاستعمارية والتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية والتعلق بالسلام المزعوم وحل الدولتين الأمريكي رغم ما يقوم به كيان يهود من تغول وتوسع استيطاني واقتحامات يومية للأقصى وإراقة للدماء الزكية، هو سخف سياسي بل تآمر وتواطؤ.

إن احتلال فلسطين قد وقع تاريخيا من قبل الصليبيين أنفسهم الذين يتعلق عباس بحبالهم الواهية، وكان تحريرها بجيوش المسلمين التي اجتثت كيانهم وطهرت مسرى النبي الكريم من رجسهم، وكذلك اليوم لن تحرر فلسطين إلا كما حررت أول مرة، بجيش للمسلمين وبعين جالوت وحطين جديدة، وما سوى ذلك وهم وتضليل وإطالة من عمر الاحتلال، وإن ذلك كائن قريبا بإذن الله.

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

22-9-2023