تعليق صحفي

وهل من يلوي أعناق النصوص ليبرر التفريط بفلسطين أو قمع الشعوب يريد خدمة الإسلام يا هباش؟!

قال محمود الهباش، قاضي قضاة السلطة: "إن الجماعات المنحرفة قامت بتشويه الإسلام وأخذته بعيدا عن ذاته وأصوله وحقيقته"، مؤكدا "أن هناك فرقا بين من يخدم الإسلام ومن يستخدم الإسلام، وهذه الجماعات المنحرفة استخدمت الإسلام واستغلته وشوهته تنفيذا لأجندات منحرفة معادية للأمة الإسلامية وطموحاتها ومستقبلها وتدميرها". جاءت أقوال الهباش في احتفالية إطلاق حملة بعنوان "هذا هو الإسلام" بالعاصمة المصرية القاهرة.

يتكلم الهباش كما لو كان وصيّا على الإسلام أو غيورا على دين الله حريصا على تطبيقه وظهوره في الأرض، وصب جام غضبه على الجماعات الإسلامية التي وصفها بالمنحرفة، بينما لم ينبس الهباش ببنت شفه تجاه الحكام الذين يعطلون شرع الله بل يحاربون حملة دعوته! ولم يتكلم بكلمة تجاه أولئك الذين يحكّمون الطاغوت في حياة الناس واتخذوا الإسلام وراءهم ظهريا! ولم يتكلم بكلمة تجاه من فرط بمسرى رسول الله وتنازل عن الأرض المباركة التي رواها الصحابة بدمائهم الطاهرة واتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين! ولا عن هؤلاء الحكام الذين يسومون شعوبهم سوء العذاب ويدعون لتحريف الدين باسم التجديد كالسيسي وغيره! وكيف له أن يتكلم بذلك وهو الذي يكرر مقولة (من يأكل من طعام السلطان يضرب بعصاه).

إنه لمن سخرية الأيام أن يبرز من يلوي أعناق النصوص خدمة لأسياده ليحاضر عن خدمة الإسلام!

إن الإسلام هو الدين الحق، وهو دين سياسي، نزل ليطبق وليسوس ويصوغ حياة الناس، وكل من يهمل تطبيق هذا الدين ولا يدعو لتحكيمه في الدولة والحياة والمجتمع هو خاسر لا يخدم الدين وإن ظن أنه يحسن صنعا.

إن هذه الأنظمة العميلة الجاثمة على صدور المسلمين هي أولى العقبات التي يجب أن تزال في طريق إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام وتحمله رسالة خير ورحمة للعالمين، وكل من ينافح عن هذه الأنظمة ويبرر لها هو يخدم الاستعمار لا الإسلام.

18-10-2019