hertzi halevi


وجه رئيس حكومة كيان يهود نتنياهو رسالة إلى إيران خلال زيارته لقاعدة شُعبة المخابرات مع رئيس جهاز الأمن القومي اللواء أهارون حاليفا وقادة آخرين، وقال نتنياهو "إن (إسرائيل) تفاجئ إيران دوماً وسوف تفاجئ كل أعدائها"، مضيفا أن "ما رآه هنا اليوم هو المستقبل بالفعل، لذا فليعلم كل أعدائنا، نحن متقدمون عليكم بفارق كبير".
وكان رئيس أركان كيان يهود هرتسي هاليفي، قال يوم الثلاثاء "لدينا القدرة على ضرب إيران دون الخوض في التفاصيل، هناك تطورات سلبية محتملة في الأفق يمكن أن تدفع إلى هذا العمل"، أما رئيس مجلس الأمن القومي، تسحي هانغبي، فقال خلال المؤتمر نفسه "إن بلاده على علم بالمنشأة النووية التي أقامتها إيران تحت الأرض بالقرب من نطنز، وأن المنشأة النووية الجديدة التي تبنيها إيران لن تكون في مأمن من التعرض لهجوم، رغم تقديرات الخبراء بأنها ستكون بعيدة عن متناول القنابل الأمريكية التي تخترق المخابئ". (سبوتنك_عربي، "بتصرف" 24/5/2023)
إن هذا التصعيد في تصريحات قادة كيان يهود يظهر مدى استصغارهم للنظام الإيراني وعدم مبالاتهم بتصريحات قادته وشعارات التهديد والتدمير لكيانهم، وأن قادة كيان يهود حقيقةً يتحينون الفرصة لتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، وأن ما يحول بينهم وبين ذلك ليس هو الخوف من النظام الإيراني وردة فعله - كما هو المفترض - وإنما عدم وجود ضوء أخضر أمريكي، بل وجود ضوء أحمر ضد أي تحرك عسكري مباشر، وهذه الجرأة من كيان يهود الجبان والضعيف على دولة مثل إيران تمتلك قدرة عسكرية وبشرية قادرة على تدميره وتدفيعه الثمن غالياً، سببها الحالة السياسية المنبطحة للنظام الإيراني الذي سكت على الضربات المتلاحقة لمفاعلاته النووية واغتيال العلماء والعسكريين رغم إدراكه أن من يقف خلف تلك الجرائم هو كيان يهود الذي بات وعلى غير العادة يتبنى تلك الأعمال بتصريحات تدل على ذلك.
لقد جعل النظام الإيراني من رده على جرائم كيان يهود التي طالت مفاعلاته النووية - كما حصل في مفاعل نطنز - وقتل علمائه مثل فخري زاده، لقد جعل من الرد على ذلك من خلال ضرب ناقلات وسفن نفط في بحر العرب دون إعلان الحرب وتحريك الجيش وإطلاق الصواريخ الباليستية، جعل من ذلك عاملاً مشجعاً للتمادي من كيان يهود والتفكير بالانتقال إلى الغارات الجوية المباشرة أي إعلان الحرب عليه، وما يعزز هذا الشعور عند كيان يهود التصريحات الأخيرة التي جاءت عقب تهديدات نتنياهو ورئيس الأركان، حيث قال مسؤول إيراني في تصريحات لقناة الجزيرة إن "إيران ليست من دعاة الحروب، لكن على العالم أن يدرك أنه لا خطوط حمراء في رد طهران على (إسرائيل)"، وهكذا يترقب النظام الإيراني الضربة ويتخذ موقف الدفاع ويتمنى أن لا يضطره كيان يهود للرد والدفاع ووضع أمريكا التي يدور في فلكها في موقف محرج أو وضع نفسه أمام الشعب في موقف أكثر حرجاً!
إن حالة التردد والارتجاف التي تظهر على النظام الإيراني وحزبه في لبنان أمام كيان هزيل وجبان مثل كيان يهود تظهر أن هذه الأنظمة لا تليق بشعب غابر، فكيف الحال والحديث عن بلاد المسلمين وأمة عظيمة، وهذا يوجب على الأمة أن تسقط هذه الأنظمة التي لا تستأسد إلا على دماء وأعراض شعوبها وتنضبع أمام أعدائها، وأن تنصب قيادة قوية مخلصة تتخذ موقف الهجوم مع كيان يهود و الغرب لا موقف الدفاع والتراجع.