نرحب بكم هنا في قاعة المؤتمرات بنقابة المحامين، والتي اضطررنا أن نلجأ إليها بعد أن قامت الجمعية العامة بنقابة الصحفيين بشكل عشوائي ومفاجئ بإلغاء العقد المبرم معنا، والذي عقدناه مع النقابة منذ ما يقارب الشهرين، بعد أن قدمنا طلباً رسمياً باسم الحزب لاستئجار القاعة، بيّنا فيه بشكل جلي موضوعَ المؤتمر وكلَّ متعلقاته. ثم بعد أن رُفع الطلب إلى إدارة النقابة حصلنا على القبول الرسمي وقمنا بدفع الرسوم المستحقة، وإبرام العقد كاملاً. ثم نفاجأ منذ بضعة أيام، أي قبل عقد المؤتمر بأسبوع وبعد أن انتشرت الدعوة له في كل مكان، بخبر في جريدة، يُعلن فيه نقيب الصحفيين إلغاءَ المؤتمر، دون أن يخبرنا خطّياً بأي شيء، وأول بلاغ خطي حصلنا عليه، هو هذا الذي علقوه على باب النقابة بتاريخ 4/7/2012م، أي قبل عقد المؤتمر بثلاثة أيام!
عندما أسقطت سوريا طائرة تركية حربية من نوع إف-4 في المياه الدولية بصورة متعمدة توجهت الأنظار نحو تركيا تنتظر ردة فعلها، فقام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالإدلاء بأول تصريح حول ذلك بعد مضي 48 ساعة على الحادثة. فقال داود أوغلو في لقاء تلفزيوني شارحاً كيفية حصول هذه الحادثة أن جواب تركيا سيأتي من رئيس الوزراء إردوغان يوم الثلاثاء (26/6/2012) في اجتماع حزبي. ولهذا توقف الجميع بانتطار تصريح إردوغان ليعطي جواب تركيا في مواجهة الحملة السورية. فحصل المتوقع كما في كل مرة فولد الجبل فأرا.
في 2 و3\7\2012م انعقد في القاهرة مؤتمر المعارضة السورية الخارجية العلمانية التوجُّه واللاشعبية بعيد انعقاد مؤتمر جنيف الدولي في 30\6\2012م الذي بحث الشأن السوري ووضع حلاً أمريكياً له، (ذكر أنه حل يعتمد في تفاصيله على النموذج المصري). وقد أريد لهذا المؤتمر أن يكون من متمِّمات ومكمِّلات مؤتمر جنيف؛ لذلك أعلن أن هدفه هو بلورة رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد نظام بشار بحيث تكون مقرراته متناسقة مع مقررات مؤتمر جنيف. وبالفعل فقد خرج هذا المؤتمر ببيان ختامي معدَّة مقرراته سلفاً، بدليل أنه أعلن أنه قد تم التوافق عليها، ثم جاء من يُكذِّب وجود هذا التوافق من بين المؤتمِرين. هذا وقد ظهر في هذه المقررات أمران:
فجأة انسحب نواب كل من التيار العوني والكتائب والقوات من مجلس النواب، وامتنع وزراء التيار العوني عن حضور جلسة مجلس الوزراء، فتعطل المجلسان وتوقف معهما سير كثير من مصالح الناس! لماذا؟ لأن رئيس مجلس النواب نبيه بري أصرّ على تثبيت المياومين والجباة في شركة كهرباء لبنان ومرّر مشروع قانون تثبيتهم في جلسة تشريعية في الوقت الذي يصرّ فيه وزير الطاقة العوني على عدم تثبيت هؤلاء. وبعد مضي شهور على ادعاء ذرائع فنية لهذا الرفض (بُقَّت) البحصة هذه المرة وأقرت الكتل المسيحية على اختلافها بأن المسألة طائفية بامتياز. فالمياومون والجباة المراد تثبيتهم هم من غير الطائفة المسيحية!
أصدر بشار يوم الاثنين في 02/07/2012م ثلاثة قوانين قال إنها تتعلَّق بمكافحة أعمال العنف والإرهاب، كان البرلمان أقرَّها الأسبوع الماضي، أحدها يقضي بأن "يسرَّح من الخدمة في الدولة من تثبت إدانته بحكم قضائيٍّ بالقيام بأي عمل إرهابيٍّ، سواء كان فاعلاً أو محرِّضاً أو متدخلاً أو شريكاً أو قدَّم أيَّ عون ماديٍّ أو معنويٍّ للمجموعات الإرهابية بأي شكل من الأشكال". أما مجلس النواب الطراطير، فقد اعتبر أعضاء فيه، في مداخلاتهم خلال جلسة إقرار المشروع أن "هذا القانون من القوانين المطلوبة في هذه المرحلة نظراً لما خلَّفه الإرهاب من آثار سلبية على أمن الوطن والمواطن" هذا ولم يستثنِ القانون أصحاب المعاشات التقاعدية إذ شملهم بالتهديد والوعيد.
لا يزال المجرم بشار سادراً في غيِّه وإجرامه بحق الشعب السوري المؤمن الأعزل بأساليبه المختلفة، ففي 23\06\2012م أصدر مرسوماً بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور رياض حجاب (بعثي من زمرة النظام) محاولاً أن يَظهر فيها للخارج أنه جادٌّ في عملية الإصلاح. فمن سنِّ دستور جديد في شهر شباط الماضي إلى انتخاب برلمان جديد في أيار والآن تشكيل هذه الحكومة في حزيران،